ما هو الإجهاد الحراري وطرق حماية العمال في السعودية 2025

يُعد الحفاظ على سلامة العمال أثناء العمل في أجواء حارة وتجنب الإجهاد الحراري من أكبر التحديات التي تواجه قطاعات الإنشاءات والصناعة والخدمات الميدانية. فمع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة التعرض لأشعة الشمس المباشرة، يصبح خطر الإصابة بـ الإجهاد الحراري وغيرها من المشكلات الصحية أمرًا متوقعًا ما لم يتم اتخاذ إجراءات سلامة فعالة.

تسعى الشركات والمؤسسات إلى توفير بيئة عمل آمنة ومريحة للعمال، حيث يُعتبر الالتزام بـ وقاية من الحر مسؤولية قانونية وأخلاقية تضمن استمرارية الإنتاج وتحافظ على صحة العاملين. ومن هذا المنطلق، تلعب شركة همم العروبة  دورًا حيويًا في تطوير وتنفيذ استراتيجيات متكاملة لحماية العمال من أخطار الحرارة المرتفعة، من خلال تطبيق أفضل إجراءات سلامة في مواقع العمل المختلفة.

في هذا المقال، سنستعرض أهمية سلامة العمال أثناء العمل في الأجواء الحارة، والتحديات التي يواجهونها، بالإضافة إلى مجموعة من الإجراءات الوقائية التي يجب اتباعها لضمان بيئة عمل آمنة، مع تسليط الضوء على الحلول التي تقدمها هممكو لضمان وقاية من الحر وتعزيز معايير السلامة المهنية.

سلامة العمال وتجنب الاجهاد الحراري

  أهمية سلامة العمال في الأجواء الحارة وكيفية تجنب الإجهاد الحراري

يُعتبر الالتزام بإجراءات سلامة العمال خلال فترات الحرارة المرتفعة ضرورة ملحة، حيث تؤثر الأجواء الحارة بشكل مباشر على الأداء الجسدي والنفسي للعاملين، مما قد يؤدي إلى تراجع الإنتاجية وارتفاع معدلات الحوادث والإصابات في مواقع العمل. وفيما يلي بعض الأسباب التي تجعل سلامة العمال في ظل أجواء حارة أولوية قصوى:

  • الحد من مخاطر الإجهاد الحراري:

يُعد الإجهاد الحراري أحد أخطر المشاكل الصحية التي يتعرض لها العاملون في أجواء حارة. يحدث هذا عندما يفقد الجسم قدرته على التكيف مع الحرارة المرتفعة، مما يؤدي إلى الدوخة، والغثيان، والتعرق الشديد، وقد يتطور الأمر إلى ضربات شمس قد تكون مميتة إذا لم يتم التعامل معها بسرعة. لذا، فإن اتخاذ إجراءات سلامة فعالة يقلل من احتمالية وقوع مثل هذه الحوادث.

  • تحسين الإنتاجية والأداء:

عندما تتوفر بيئة عمل مناسبة من حيث وقاية من الحر، يشعر العمال براحة أكبر أثناء تأدية مهامهم، مما يساهم في تحسين مستوى الأداء وزيادة الإنتاجية. فالعمل في أجواء حارة دون توفر معايير السلامة المناسبة يؤدي إلى التعب السريع وانخفاض مستوى التركيز، مما قد يؤثر سلبًا على جودة العمل.

ارتفاع درجة الحرارة وسلامة العمال

  • تقليل الإصابات والحوادث المهنية:

تزيد درجات الحرارة المرتفعة من احتمالية وقوع الحوادث، خاصة في المواقع التي تتطلب مجهودًا بدنيًا مكثفًا أو التعامل مع معدات ثقيلة. يمكن أن تؤدي حالات الإجهاد الحراري إلى الإغماء أو فقدان التوازن، مما يزيد من خطر السقوط والإصابات الأخرى. لذا، فإن اتخاذ إجراءات السلامة المناسبة يقلل من هذه المخاطر بشكل كبير.

  • الامتثال للقوانين والتشريعات:

تفرض العديد من الدول، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، قوانين صارمة لحماية سلامة العمال، خاصة أثناء العمل في أجواء حارة. ويتطلب ذلك تطبيق إجراءات سلامة مثل تقليل ساعات العمل خلال فترات الذروة الحرارية، وتوفير مناطق راحة مظللة، وإتاحة كميات كافية من الماء لضمان وقاية من الحر.

التحديات التي تواجه العمال في الأجواء الحارة

التحديات التي تواجه العمال في الأجواء الحارة تُعد من القضايا الحيوية التي تؤثر بشكل مباشر على سلامتهم وإنتاجيتهم. فيما يلي تفصيل أكثر شمولية لهذه التحديات مع إضافة عناصر توضيحية وتفاصيل دقيقة:

ارتفاع درجات الحرارة:

تُشكل الأجواء الحارة، خاصة خلال فصل الصيف، تحديًا كبيرًا للعمال في مختلف القطاعات، سواء في الأعمال الخارجية مثل البناء والزراعة أو في بيئات العمل الداخلية غير المكيفة مثل المصانع. في بعض المناطق، قد ترتفع درجات الحرارة إلى مستويات قصوى تتجاوز 40 أو حتى 50 درجة مئوية، مما يعطل قدرة الجسم الطبيعية على تنظيم درجة حرارته عن طريق التعرق وتبديد الحرارة. هذا الارتفاع يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بمجموعة من المشكلات الصحية، مثل الإجهاد الحراري، ضربة الشمس، التشنجات الحرارية، أو حتى الوفاة في الحالات الشديدة. كما أن الرطوبة العالية المصاحبة للحرارة في بعض المناطق تزيد من صعوبة الوضع، حيث تعيق تبخر العرق، وهو الآلية الأساسية لتبريد الجسم، مما يفاقم المخاطر على العمال.

تلوث الهواء وارتفاع درجات الحرارة

قلة الوعي بمخاطر الحرارة:

يُعاني العديد من العمال من غياب الوعي الكافي عن المخاطر الناجمة عن العمل في الأجواء الحارة، سواء كان ذلك بسبب نقص التعليم أو عدم توفر برامج توعية مخصصة من قبل أصحاب العمل. هذا النقص في المعرفة يجعل العمال أقل قدرة على التعرف على علامات الإجهاد الحراري المبكرة، مثل الدوخة، الصداع، أو الغثيان، مما قد يؤخر اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة. علاوة على ذلك، قد لا يعرف بعض العمال أهمية الترطيب المستمر أو استخدام وسائل الحماية مثل القبعات والنظارات الشمسية. لذا، يصبح من الضروري تطوير برامج تدريبية شاملة تُركز على تعليم العمال كيفية التعامل مع الحرارة، بما في ذلك التعرف على الأعراض، استخدام تقنيات التبريد الشخصية، واتباع إرشادات السلامة. يمكن أن تشمل هذه البرامج أيضًا توزيع مواد توعوية بسيطة مثل الملصقات أو الكتيبات بلغات متعددة لضمان شمولية الرسالة.

نقص معدات الحماية الشخصية المناسبة:

في بيئات العمل القاسية مثل مواقع البناء، المصانع، أو المناجم، غالبًا ما يُطلب من العمال ارتداء ملابس واقية ثقيلة، خوذات، وأحذية مغلقة لضمان السلامة من المخاطر الميكانيكية أو الكيميائية. لكن في الأجواء الحارة، تصبح هذه المعدات عبئًا إضافيًا، إذ تمنع التهوية الطبيعية للجسم وتزيد من تراكم الحرارة داخله، مما يرفع مخاطر الإصابة بالإجهاد الحراري. على سبيل المثال، الملابس السميكة غير القابلة للتنفس تمنع تبخر العرق، بينما الأحذية الثقيلة قد تسبب ارتفاع حرارة القدمين. لحل هذه المشكلة، يجب على أصحاب العمل توفير معدات حماية شخصية مصممة خصيصًا للأجواء الحارة، مثل الملابس المصنوعة من أقمشة خفيفة وقابلة للتهوية، ذات ألوان فاتحة تعكس أشعة الشمس، وخوذات مزودة بفتحات تهوية. كما يمكن استخدام أجهزة تبريد محمولة مثل السترات المبردة أو أغطية الرأس المبللة لتخفيف تأثير الحرارة على العمال.

 

عدم كفاية فترات الراحة:

العمل لفترات طويلة دون توقف في ظل درجات حرارة مرتفعة يُشكل تهديدًا كبيرًا لصحة العمال. التعرض المستمر للحرارة دون استراحات كافية يؤدي إلى استنزاف السوائل والأملاح في الجسم، مما يزيد من مخاطر الجفاف، انخفاض ضغط الدم، أو الإغماء. في بعض الحالات، قد يضطر العمال لمواصلة العمل تحت ضغط الإنتاجية أو بسبب غياب سياسات واضحة لتنظيم ساعات العمل في الظروف الحارة. على سبيل المثال، قد يعمل البعض لمدة 6-8 ساعات متواصلة تحت أشعة الشمس دون فرصة للجلوس في الظل أو شرب الماء. لمواجهة هذا التحدي، ينبغي وضع جدول استراحات دورية محددة، مثل تخصيص 10-15 دقيقة كل ساعة أو ساعتين حسب شدة الحرارة، مع توفير أماكن مظللة أو مكيفة للراحة. كما يُوصى بتعديل ساعات العمل لتجنب ذروة الحرارة (من الساعة 12 إلى 3 عصرًا) وتشجيع العمال على تناول الماء والمشروبات المرطبة بانتظام خلال هذه الفترات.

إجراءات سلامة العمال في الأجواء الحارة

لضمان سلامة العمال أثناء العمل في أجواء حارة، يجب تطبيق مجموعة من إجراءات السلامة الفعالة، والتي تشمل ما يلي:

  • توفير المياه الباردة والمشروبات المرطبة:

يجب تشجيع العمال على شرب الماء بانتظام لتعويض السوائل المفقودة بسبب التعرق، حيث يُعد الجفاف من الأسباب الرئيسية لحالات الإجهاد الحراري التي قد تؤثر على أداء العمال وصحتهم. يُنصح بتوفير كميات كافية من المياه الباردة في مواقع العمل، بالإضافة إلى المشروبات الغنية بالأملاح المعدنية، لضمان الوقاية من الحر ومنع حدوث أي مضاعفات صحية.

  • تعديل جداول العمل:

للتخفيف من تأثير الأجواء الحارة على العمال، يُفضل تعديل جداول العمل بحيث يتم تنفيذ المهام الشاقة خلال الفترات الصباحية الباكرة أو المسائية، عندما تكون درجات الحرارة أقل حدة. كما يمكن تقليل فترات العمل المتواصل وزيادة فترات الاستراحة في المناطق المظللة أو المكيفة، مما يساهم في تقليل احتمالات الإجهاد الحراري وتعزيز سلامة العمال.

  • توفير ملابس عمل مناسبة:

يُعد اختيار الملابس الملائمة أحد العوامل الأساسية في حماية العمال من الإجهاد الحراري. ارتداء الملابس الخفيفة وذات الألوان الفاتحة يُقلل من امتصاص الحرارة ويتيح للجسم التهوية اللازمة. كما يُفضل استخدام الأقمشة التي تسمح بمرور الهواء وتمتص العرق، مما يعزز الوقاية من الحر ويقلل من تأثير الأجواء الحارة على صحة العمال.

  • تجهيز مواقع العمل بمظلات ومناطق راحة:

يجب توفير مناطق مظللة ومجهزة بمراوح أو مكيفات هواء لضمان استراحة العمال في بيئة باردة نسبياً، مما يساعدهم على استعادة نشاطهم وتقليل احتمالات تعرضهم لمخاطر الحرارة. تخصيص أماكن استراحة باردة يُعتبر أحد أهم إجراءات السلامة، حيث يُمكن للعمال أخذ فترات راحة منتظمة لحماية أنفسهم من الإرهاق الناتج عن الأجواء الحارة.

  • تقديم دورات تدريبية حول الوقاية من الاجهاد الحراري:

رفع مستوى وعي العمال حول مخاطر الأجواء الحارة وطرق التعامل مع الإجهاد الحراري يساعد في تعزيز سلامة العمال وتقليل الحوادث المهنية. يُنصح بتقديم دورات تدريبية متخصصة تُعرّف العمال بأعراض الإجهاد الحراري وكيفية الاستجابة لها، إضافةً إلى توجيهات حول كيفية التصرف في حالات الطوارئ، مثل تقديم الإسعافات الأولية لزملائهم عند تعرضهم لمضاعفات صحية ناتجة عن ارتفاع الحرارة.

دور هممكو في ضمان سلامة العمال في الأجواء الحارة وحمايتهم من الإجهاد الحراري

تُعتبر شركة همم العروبة (هممكو) من الشركات الرائدة في مجال تقديم الحلول المتكاملة لضمان سلامة العمال أثناء العمل في أجواء حارة، حيث تعتمد الشركة على تطبيق أحدث إجراءات السلامة لضمان بيئة عمل آمنة وفعالة. وتسعى هممكو إلى حماية العمال من مخاطر الإجهاد الحراري من خلال توفير معدات حماية شخصية متطورة تساعد على تقليل تأثير الحرارة المرتفعة على الجسم، مثل الملابس العاكسة للحرارة والخوذات المزودة ببطانات تبريد، مما يقلل من تعرض العمال للإجهاد الحراري أثناء أداء مهامهم اليومية. كما تعمل الشركة على تطوير أنظمة تبريد مبتكرة في مواقع العمل، سواء من خلال تركيب وحدات تبريد متقدمة أو استخدام المراوح الصناعية الضخمة لضمان تهوية جيدة، مما يسهم بشكل كبير في تحقيق الوقاية من الحر.

إلى جانب ذلك، تولي هممكو أهمية كبرى لنشر ثقافة السلامة المهنية بين العمال، لذا تقوم بإعداد برامج تدريبية مكثفة تهدف إلى رفع مستوى الوعي حول الوقاية من الحر وتعليم العمال كيفية التعرف على أعراض الإجهاد الحراري والتصرف السريع في حال حدوث أي طارئ صحي بسبب الأجواء الحارة. وتعتبر التكنولوجيا أيضًا عنصرًا أساسيًا في استراتيجيات هممكو، حيث تعمل الشركة على تنفيذ حلول ذكية لمراقبة درجات الحرارة ومستويات الرطوبة في مواقع العمل، مما يساعد على اتخاذ التدابير اللازمة فورًا عند ارتفاع الحرارة إلى مستويات خطرة، وبالتالي تعزيز إجراءات السلامة وضمان بيئة عمل مثالية تقلل من مخاطر الحرارة المرتفعة وتحافظ على سلامة العمال في مختلف الظروف المناخية.

ختاماً

إن ضمان سلامة العمال في الأجواء الحارة وحمايتهم من الإجهاد الحراري يتطلب التزامًا جادًا بتنفيذ إجراءات سلامة فعالة للحد من مخاطر الإجهاد الحراري. ومن خلال تطبيق تدابير الوقاية من الحر، يمكن تقليل الإصابات وتحسين الإنتاجية. تلعب هممكو دورًا رياديًا في تعزيز معايير السلامة المهنية، مما يجعلها شريكًا موثوقًا لضمان بيئة عمل آمنة وصحية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top